ياسين : حميد الاحمر اقترح لنفسه نمطا مختلفا يتجاوز حتى شراء سلسلة مطاعم تركية ..!!


ياسين : حميد الاحمر اقترح لنفسه نمطا مختلفا يتجاوز حتى شراء سلسلة مطاعم تركية ..!!

كتب : محمود ياسين

لمحت صورة لك ياشيخ حميد وانت ترتدي كوت مربعات وثوب ملون ...
لم يرقني ذلك الاحساس الذي ينتابك وقد خلصت فقط لحراسة الثروة ...

الجميل في أسلوبك انك لم تأخذها مسألة حياة او موت ورحت توظف ثروتك في تخريب ماتبقى من بلادنا ، هذا جيد ويحتسب لك ، لكنني مصر على أن هناك حياة أخرى غير هذه ، حياة تتخطى المشاركة بين حين وآخر في مهرجان ما او انتظار دعوة خليجية على سبيل العرفان للأيام الخوالي ..
على كل ماتتمتع به من تهذيب معي على الاقل في علاقة شخصية بقيت تقدم نفسك في كل تواصل هكذا : معك حميد بن عبد الله ، كيف استاذنا ؟!!
هذا الحديث يقود للتأمل في فكرة المآلات ، وفي ماله علاقة بمآل نخبتنا السياسية والقبلية وحتى الثقافية ، الانصراف لرثاء الأنا السياسية وتعويض الخسارة في هذا الأمر بمراكمة النقود ...

اقترحت لك نمطا مختلفا يتجاوز حتى شراء سلسلة مطاعم تركية وافتتاح فروع جديدة لمؤسستك في القرن الافريقي والسودان ، هناك بالتأكيد دنيا بديلة ، ولقد استبعدت فكرة العودة لليمن ذلك ان وجودك فيها لن يكون بمقاسك فلم تعد ظروف المشيخ متاحة ولو في حدودها الأقل ، هي هكذا الأقدار وما يتبقى من فرص التحولات وعواصف الزمن ، لا تبقي للبعض من إمكانية عودة واستعادة المكانة والنفوذ حيث نبتت وعلى الارض والمساحة التي كانت ، ولا يعود هناك من مساحة وتعريف للعودة غير ان يعود الانسان وهو جثة ليحصل بالكاد على مترين في متر في ارض كانت كلها يوما بتصرفه وممتدة بمقاس طموحاته ، لكن هكذا هي الحياة وهكذا هي تقلبات الاقدار ياشيخ حميد ، وانا لا ادري سببا او انطوي حقا على دافع سيئ من اي نوع ، كل ماهنالك أنني ومثلما انت تمارس مايمكنك فعله كرجل اعمال ولا يسعك التوقف عن مراكمة الثروة ،انا ايضا اموت في حال توقفت عن الكتابة ، لدي الكلمات فحسب لأراكمها فهي ثروتي الوحيدة ..
وعلى كل التداعيات الذهنية والتمييز بين نوعين من المصائر الا أن المؤكد أن لا احد منا اختار مصيره ، ليجد كل منا ماتبقى لديه من شجاعة للبقاء ، وبمعزل عن يقيني بكونك ستظل تربح من اسطنبول وأظل اكتب من صنعاء ،واليقين عندي أنني الرابح ، إذ لا مكان ولا غواية ولا باعث حياة قد يوازي رائحة التراب والبقاء مثل طولقة عصية على الانتقال ، ثمة نباتات تفقد رغبتها في الاستمرار ذلك أن الشمس لا تعود هي الشمس وسقيا الماء تتحول لعصارة مخلفات مؤكسدة بالاغتراب ...

*القمح مر في حقول الآخرين والماء مالح ...*

غير أن الأمر تحول عندي لشكل من التقمص ولو على سبيل المرح الذهني مع صديق قديم وابن شيخ مهذب ..
يعني لو كنت مكانك وامتلكت ثروتك كنت سأشتري جزيرة في المحيط الهادي واسميها الجمهورية اليمنية ، اغرس قات واجيب من حاشد وبكيل عندي
واخليهم يتراموا .....